نظرات في سورة يوسف

(بناءً على 0 تقييمات)
الكتاب هو نظرات وتاملات في السورة ولا أقول إنه نوع من التفسير لها السورة . السورة تتحدث عن قصة النبي يوسف عليه السلام ، باعتبارها أحسن القصص ليس في القرآن فقط .. وإنما هي أحسن القصص على الإطلاق ، فلن تجد قصة أو كتابًا من كتابات البشر، يصل إلى ما قصه الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في هذه القصة التي جمعت ما بين ما هو اجتماعي تمثل أسرة سيدنا يعقوب عليه السلام وأولاده ، وما كان بينهم من غيرة وحسد بلغت حد محاولة قتل بعضهم، وما هو اقتصادي حمل يوسف عليه السلام على تدبير موارد مصر وتوزيعها على أهل مصر مع مراعاة سنوات القحط والجفاف، وفي ذلك حسن إدارة منه عليه السلام .. كانت تراعي العباد والبلاد والظرف الزمني الذي يعيش فيه، وما هو تربوي دعوي كان سيدنا يوسف ينفد من خلاله أمر الله تعالى كنبي بعثه الله تعالى للدعوة إلى دينه وإفراده بالعبودية، وما هو غرامي وميل من جنس إلى الجنس الآخر.. كما يمكن ان يعرض للمرء في مختلف مراحل عمره، فيكون بين التعفف ومراقبة الله تعالى الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، وبين الاستجابة لداعية هواه، ونفسه الأمارة بالسوء. والقصة تعالج ما هو أخلاقي يدعو إلى العفو والتسامح والكرم وحسن الضيافة والزيادة في المستحقات … وما كان ذلك، مما حملته القصة ، وما سجله لنا الله سبحان في القصة في القرآن الكريم إلا تشريعًا للأمة ودعوة لها أن تتخذ أخلاق الانبياء مثلًا ونموذجًا يحتذى في حياتها. وان تسمية الكتاب " بنظرات في سورة يوسف" بدل عنونته: تفسير سورة يوسف، لهو رهب وخوف من ان أدعي التصدي للقرآن الكريم بالتفسير والتأويل ، وذلك لعمري أمر ليس باليسير إلا على من يسره الله عليه، فقد وردت الروايات عن عمر رضي الله عنه حينما سئل عن معنى الأب في سورة عبس، فتململ يلتمس جوابا.. ثم قال : " اي أرض تقلني وأي سماء تظلني إن أنا قلت في القرآن بغير علم". ولذلك لا أدعي أنني فسرت في كتابي هذا سورة يوسف عليه السلام وانما هي نظرات وتأملات في القصة، أسال الله تعالى ألا أكون قد كتبت ما يعود علي بالسؤال يوم القيامة. إن أردت إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن أول من يكتب مراجعة.